هل هناك صداقة بين الام و بناتها؟
و ان وجدت هل تستطيع الام ان تكون صديقة لابنتها فى مرحلة المراهقة و الشباب ,و فى كل الاحوال
و خاصة عند الخطأ؟
و لو صارحت الفتاة والدتها بخطأ ارتكبته و هى نادمة عليه هل ستتفهم الام و تقدر شجاعتها و تشاركها همومها و تقترب من مستوى تفكيرها و متطلبات الشباب ام سوف تقابلها بالصراخ و العقاب و الضرب؟؟؟
بعض الفتيات فى مرحلة ما فوق الخامسة عشر يقولون:
نحن فى هذا العمر نفضل صداقة من هن فى اعمارنا فالصداقة عندننا مشاركة فى الاسرار و الهوايات و تبادل الزيارات و كثير من الحفلات , و كل هذا العالم الجميل يدور بعيدا عن الام و بصراحة كثير من الافكار التى تعجبنا لا تحوز رضاء الام , فكيف نجعل منها صديقة و هى بعيدة كل البعد عن عالمنا الصغير؟
و هذا فعلاً صحيح فبعض الامهات "و ليس الكل" تعنف بناتها و تنهرهم لاقل الاخطاء و هنا يوقفنا السؤال " كيف أجعل من امى صديقة لى و هى عندما تكتشف و بالصدفة خطأ لى او سوء تصرف عن غير عمد منى توبخنى أشد توبيخ؟ , بصراحة اسلوب والدتى ينفرنى حتى من الحديث معها او الجلوس بالقرب منها , فأنا اخاف منها كثيراً و الجأ الى صديقاتى لاتحدث معهننن و اجد برفقتهنن السلوى.
و طبعاً هذا لا يعنى ان هذه الحالة هى السائدة بين الام و بناتها فبعض الاراء تقول:" لن اجد فى هذه الدنيا افضل من والدتى صديقة لى , فهى القلب الكبير للحب المتفهم و الحكيم و الاكثر من ذلك هى الوحيدة التى تخاف على و تتمنى لى الخير كله , فأين اجد أفضل منها صديقة مخلصة و خبيرة بشئون الحياة .
فوالدتى تعرف الكثير و انا بدورى احاول اكتساب الخبرة منها و استشيرها فى كل كبيرة و صغيرة.
و فعلاً الام هى الوحيدةة التى اذا شاهدت بنتها تفعل شيئاً لا يرضيها و يعارض تفكيرها توضح لها الامر بأسلوب راقى و جميل و مقنع يجعل الفتاة لا تعود ابداً الى ما فعلت مرة اخرى.
و بعض الفتيات تعارضن هذا الرأى و توصفنه بانه "امر مستحيل و شئ غير موجود" معللين هذا بان " من شروط الصداقة وجود التوافق فى العمر و التفكير و الميول و مشاركة لهوايات معينة و تبادل الاسرار و الفكاهات و هذا كله غير موجود عند الام فهى متحفظة و متشددة و دائماً تتعامل مع اولادها بالاوامر و التوجيهات و طبعاً الفتيات تشعرن بالملل من الاوامر خاصة فى العمر الصغير الذى تحب فيه المرح و الضحك
هذا راى الفتيات , و ماذا عن اراء الامهات؟
الام ترى ان الصداقة بين الامم و ابنتها امر جميل و المفروض ان كون كل ام صديقة لابنتها حتى تحميهن و تحصنهن من شرور رفيقات السوء ايضاً
فالام عندما تكون بعيدة عن بناتها تفتقد الى القدرة على الحديث معهن عن انفسهم بسبب الحواجز النفسية التى بنيت بينهما و اصبح من الصعب ازالتها.
و فى حال اذا عجزت الام ان تكون صديقة لبناتها فيجب عدم الاغفال عنهن و عن صديقاتهن المقربات منهن و لتكن عضوا فعالاً فى اختيار صديقاتها من الناحية الدينية و الاخلاقية , فالفتيات يتأثرن ببعضهن البعض و يقلدن صديقاتهن المقربات بالميول و طريقة الكلام و حتى فى الافكار و السلوكيات.
و أخيراً رأى علماء الطب النفسى بانه على كل أم محاولة التقرب لبناتها و بالاخص فى مرحلة المراهقة و ان تكون مستمعة جيدة لمشاكلهن و أحاديثهن و ألا تقابل اى خطأ بالعنف و التجريح حتى لاا تلجأ الابنة الى صديقة أخرى ربما لا تكون على مستوى الثقة.
و هنا لا نقول ان صداقة البنات غير مطلوبة بل نشجعها فهن يحتجن لصداقة نافعة و مفيدة , و من هنا يبرز واجب الام فى اختيار رفيقات بناتها بدلاً من ان يقعن فى ايادى رفيقات السوء.
اتمنى الموصوع ينال أعجبكم